حزب البعث العربي الاشتراكي امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة

قطر العراق وحدة حرية أشتراكية

صقور البعث


بيان رقم 23 : الخطة المخابراتية لاجتثاث البعث من داخله


ايها الرفاق والرفيقات :لقد وعدناكم بتقديم دراسة عن الخطة المخابراتية الخاصة بكيفية اجتثاث البعث من داخله وها نحن بعد تأخر نقدم لكم خلاصة الدراسة التي اعدتها نخبة من مناضلي صقور البعث من ذوي الخبرة والاختصاص في مجالات متعددة منها الاكاديمية والمخابراتية والعسكرية، وفيها تشخيص للخطوط الاساسية لمؤامرة تفكيك البعث العربي الاشتراكي كمقدمة للسيطرة عليه وتحويله الى اداة تخدم اعداء الحزب الاصليين كما حصل للحزب في سوريا، واكد الباحثون بانهم اعتمدوا على مصادر حزبية وعلى شهادات رفاق من الكادر وعلى وثائق وخطط امريكية وايرانية وصهيونية لاعداد الدراسة وفيما يلي خلاصتها:

1-يشكل حزب البعث العربي الاشتراكي العقبة الاساسية بوجه مخططات كل من الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل والصهيونية العالمية وايران وميليشياتها في الوطن العرب،والدليل الحاسم هو العداء الرئيسي منذ تأميم نفط العراق في عام 1972 الموجه ضد النظام الوطني الذي قاده البعث فهذه الكتل الثلاثة ورغم كل تناقضاتها التقت حول قاسم مشترك هو القضاء على البعث واسقاط نظامه الوطني، وقبل وبعد اسقاط النظام برز تحالف دولي عسكري وستراتيجي لم يحصل الا ضد النظام الوطني وهذه الواقعة تحسم اي جدل بخصوص الدور الجوهري للبعث في تقرير مسارات الاحداث والتطورات الكبرى في الوطن العربي ،وهو ما عبرت عنه امريكا علنا بعد غزو العراق حيث اصدرت قانون اجتثاث البعث والذي لم يكتفي بأستشهاد اكثر من 180 الف بعثي بل طارد عوائل ملايين العراقيين وجوعهم وهجرهم الى خارج العراق .ان اجتثاث البعث كان ومازال هو المهمة الرئيسية للقوى المعادية للامة العربية في العراق والوطن العربي بدليل ان الانتفاضة التشرينية المباركة قد شهدت دورا ملحوظا للبعث فيها مثلما شهدت هتافات وشعارات الاف الناس بحياة الحزب ومطالبتهم بعودته لانه ضمانة تحرر العراق وخلاص شعبه من الكوارث. فكيف ينفذ الاجتثاث؟ وما هي اساليبه واهدافه البعيدة والقريبة ؟ ومن هي ادواته؟

2-بعد ان استعاد الحزب عافيته من النكبة التي حلت به بعد غزو العراق كان متوقعا ان تعمل كافة اجهزة المخابرات على اختراقه والتسلل الى داخله لان التصفيات الدموية ورغم هولها وعدد ضحاياها فولذت كيان البعث فكان متوقعا ان تعمل تلك الاجهزة على تنفيذ خطة الاجتثاث بطريقة اخرى مختلفة اطلقت عليها اسم (الاجتثاث من الداخل) وهو التسلل الى داخل الحزب بعناصر كانت حزبية قبل الغزو او بقيت بعثية بعده ولكنها كانت تعاني من ثغرات استغلت لتجنيدها واستخدامها للعمل ضد وجوده، فاذا افترضنا ان اجهزة المخابرات المتعددة لم تفكر باختراق البعث فاننا ندعم فكرة مضللة وهي ان البعث مات او لم يعد قويا بما يكفي ليشكل تحديا للمخططات المعادية، فمن تجري عملية اختراقه مخابراتيا هو الذي يشكل الخطر وليس الخامل.والتسلل الى داخل الحزب ومن قبل عناصر كانت حزبية قبل الغزو هو الاسلوب الاكيد الاول خصوصا وان ما بعد الغزو شهد تراجع دور اجهزة المخابرات في العهد الوطني التي كانت عينا ساهرة تراقب مصادر الاختراق،وبالتالي فان الحزبيين الضعفاء يصبحون مستعدين للاستجابة لمصالحم الانانية او لخوفهم فيجندون من قبل مخابرات الاعداء ويواصلون دورهم في الحزب وتقدم لهم تلك المخابرات دعما كي تضمن تقدمهم نحو مواقع قيادية توفر لهم التأثي،وابرز الواجبات التي يكلفون بها هي التالية :

أ-تعزيز مواقعهم في المستويات العليا من التنظيم مع ممارستهم لاسلوب المزايدات في الاخلاص للحزب واظهار القدرات في العمل لاجل كسب دعم القواعد وبقية الرفاق.ويظهر التملق والاستزلام كنتيجة محسوبة للعمل المخابراتي وان كانت ظاهرة عامة ايضا لكنها تستخدم في العمل المخابراتي لضمان طاعة من هم تحت بلا نقاش وهو شرط مطلوب للسيطرة المطلقة على الحزب.

ب-دغدغة مشاعر وحدة الحزب وبتأثيرها يطلب من الجميع الطاعة التامة وعدم الاعتراض على ما يرتكب من تجاوزات خطيرة!

ج-التقرب من نظامي بشار وايران عبر تبني مواقفهما من القضايا الاساسية وهو ما يخدمهما حتى لو بقي التنظيم مستقلا ظاهريا.

د-التقرب من امريكا باعلان رفض الحزب ممارسة المقاومة المسلحة والاكتفاء بالنضال السلمي وهو مطلب امريكي قديم رفضه البعث بعد غزو العراق.

ه-التطبيع مع الكيان الصهوني كما يفعل علي الريح في السودان وانكاره تحصيل حاصل لتجنب الانكشاف الكامل.

و-تقريب الفاسدين لانهم الاكثر خنوعا بسبب فساهدم مثل حسن بيان وراكاد سالم واحمد شوتري واكرم الحمصي.

ز- تحجيم الواعين والمثقفين لابعادهم بحجج مختلفة لان المثقف والواعي والمجرب خير من يكشف الانحرافات وهي في المهد.

ك-محاولة اغراء الكادر بطرق مختلفة منها التنصيب في مستوى اعلى حزبيا بشرط تطويعه لما يريدون .

ل- تبني خطة المشاركة في العملية السياسية في العراق تحت غطاء ان القدرة على المقاومة قد تبددت واهم مؤشرات ذلك هو دعم مشاريع الحل التي تطرحها امريكا او يران مثل مشروع ايهم السامرائي، وكلها تثير الفتن داخل الحزب.

م-نشر الفتن الداخلية بين الرفاق ومنع حلها .

ن-استخدام الاشتراكات الحزبية من قبل امين السر وبطانته في خدمة مصالحهم الشخصية وهو يؤكد فساد من فرض على القيادة.

ك-تعمد ترك منظمات حزبية كاملة وعدم مواصلة النشاط الحزبي الاساسي داخل العراق وخارجه .وكل تلك الاساليب تدفع الحزب نحو ازمة الفشل والتراجع عن دوره الفعال وهو عامل اخر في تسعير الفتن الداخلية .

3- ان من بين اهم اساليب المخابرات الامريكية لاجتثاث البعث على المستوى القومي خطة نقل مركز القوة الحزبية من العراق الى السودان ،فالعراق عمليا هو مركز الثقل الرئيس للحزب في الوطن العربي عدديا ونضاليا ونوعيا ومنه تستمد بقية التنظيمات النموذج الواجب الاحترام والعمل معه، ولهذا فنقل مركز الحزب الى السودان سيدغدغ مشاعر رفاقنا السودانيين مثلما يفرح الرفاق العرب على اعتبار ان الحزب حقق تقدما في السودان بالمشاركة في الحكم واكمال صورة البعث القوي في السودان باعتقال علي الريح ووضعه في فندق اربعة نجوم من اجل صنع صورة البطل مثلما فعلت ايران مع حسن نصر الله وحزب الله في لبنان حيث انه بعد ان تظاهر بمقاومة اسرائيل واكتسب سمعة طيبة جيرها لخدمة الغزو الايراني للبنان ولبقية الاقطار العربية وهكذا يراد لعلي الريح ان يكون، فالان تصنع منه شخصية مناضلة ولكن ليس لخدمة الامة العربية بل لتدمير طليعتها البعثية في العراق اولا، لان تدمير الحزب في العراق هو الضمانة الاساسية لانهاء الحزب في الوطن العربي كله وتحويله الى هياكل لافعالية لها وتابعة للاخرين،وهذا ماحصل للحزب في سوريا بانقلاب حافظ اسد.

ونقل التركيز من العراق للسودان وجعله محط امال كل البعثيين،رغم انه وهم قاتل ،خصوصا بعد ان يبدو العراق ميئوسا من تحريره يؤدي الى تساقط بعض الرفاق في فخ المراهنة على الحزب في السودان وتقليل اهتمامهم بما يجري للحزب في العراق من تدمير منظم على يد زمرة علي الريح ،وتلك هي الضربة القاضية للحزب كله وليس في العراق فقط لان بيئة السودان وحجم الحزب فيه لايسمحان له ان يكون قائدا له فهو قطر فيه انقسامات متعددة عميقة اثارتها القوى الغربية والصهيونية بين العرب والافارقة مثلا،وتبلور الهوية العربية للسودان جيد ولكنه ليس بمستوى ان يكون قاعدة انطلاق نضالية للامة كلها، اضافة الى ان الحزب فيه لايتمتع بشعبية كبيرة تسمح له بالفوز بالاغلبية في السودان وهو الذي يرفض العنف في الوصول للسلطة لذلك سيكون في كافة الاحوال جزء بسيط في تركيبة الحكم او المعارضة وهي حالة لاتسمح بجعله قاعدة انطلاق للحزب بديلا عن العراق باي شكل من الاشكال، وهذه هي الخطوة الاساسية في اجتثاث البعث من العراق مقابل تعزيز دوره سياسيا فقط ولمرحلة معينة فقط في السودان لان انهاء الحزب في العراق ووضع الامال عليه في السودان سيواجه بصدمة فشله هناك فيضيع الخيط والعصفور معا!

وما يعزز السلبية الخطيرة لهذه الخطة المخابراتية الامريكية هو ان طبيعة علي الريح تتميز بتجاوزه العلني للنظام الداخلي للحزب وتريية عدوانية تجاه الرفاق بعيدة كل البعد عن الروح الرفاقية التي تعتمد الحوار والمحبة والتسامح وسعة الصدر والحكمة، وهي صفات كلها مفقودة في علي الريح لانه مجرور وراء مطامعه المرضية في التفرد بالقيادة وممارسة دور اكبر من قدراته لدرجة انه غير قسم العضوية ووضع اسمع فيه وهو مؤشر لنزعة فردية انانية، وكل تلك السمات جعلته يصطف عمليا مع القوى المعادية للبعث. وظهرت هذه الملامح واضحة عليه في العراق بعد رحيل الرفيق الامين العام للحزب حيث اخذ يعمل على تفتيت الحزب في العراق وغيره وتحويل منظماته الى هياكل مجردة من القوة الشعبية تشجع فيها التناحرات الداخلية على المواقع والمنافع المادية وهكذا يبقى التنظيم في السودان هو القوي نسبيا. وبأكمال هذه الخطة بجعل الحزب في العراق مجرد هيكل خال من الفعالية مقابل بروز الحزب في السودان كناشط تكون نهاية الحزب قد اقتربت لان تصفيته في السودان بعد تصفيته في العراق على يد علي الريح عملية سهلة في بيئة السودان المعروفة لانه تنظيم محدود اصلا والذي كان لعلي الريح دورا اساسيا في تقزيمه حيث يوجد في السودان تنظيم اخر من القادة الاقدم منه من مؤسسي الحزب في السودان واخرين تركوا الحزب بعد اجراءات عقابية غير نظامية اتخذها علي الريح .

ايها الرفاق

ان هذه الصورة المخابراتية لمستقبل الحزب يجب ان تكون ماثلة امام ضمائرنا جميعا لانها انذار حاسم بدخول خطة اجتثاث البعث مرحلة خطيرة بعد ما حصل في قطر العراق حيث تعرضت قيادة القطر لازمة حادة بسبب تدخلات علي الريح وفرضه صبار المشهداني ثم تجميد نضال الحزب وعزل او فصل قادة فيه بدون اي تحقيق كما ينص النظام الداخلي وكل شرائع العدالة، فدفع الحزب الى حالة التخبطّ والتراجع والتشرذم وحيّد عدد من اعضاء القيادة بالتهديدات داخل العراق. ولم يعد سرا ان صبار المشهداني يخدم مخابرات المنطقة الخضراء منذ عام2014 حيث قدم براءة من الحزب وتعهدا بخدمة تلك المخابرات ونشرت برائته بخط يده فماذا نتوقع من شخص اعترف على رفاقه وتسبب في استشهاد عضو قيادة واختفاء رفاق احرين حتى الان؟ علي الريح عندما فرض صبار كان يعلم انه خير من يفتت الحزب من داخله وهو مانعانية في العراق.

فخطة اجتثاث البعث تنفذ الان من داخل الحزب ومن اعلى قيادة فيه وهي القيادة القومية التي لم تعد تضم الا اثنين انتخبا في عام 1992،اما البقية فقد عينوا واغلبهم مرتبطون بايران مثل حسن العالي وحسن بيان والثالث اكرم الحمصي مرتبط بالنظام السوري وراكاد سالم الفاسد المستولي على اموال الحزب المخصصة للشهداء ومن هدمت سلطات الاحتلال دورهم والذي اطلقت الموساد سراحه بطريقة مشبوهة، فماذا نتوقع من هؤلاء غير الحماس في تنفيذ خطة السيطرة ى على الحزب وابعاد قادته باسم القيادة القومية لكي يجتث ويحول الى هيكل بلا جماهير وبدون قدرة على التأثير الحاسم ؟

ايها الرفاق المناضلون في الوطن العربي : لقد اقتربت ساعة القضاء على المرتدين في الحزب ولم يعد بالامكان الانتظار اكثر مما مضى وندعوا كافة الرفاق للاستعداد للحسم القريب من اجل انقاذ العراق والامة العربية عبر المحافظة على الحزب وعقيدته .

صقور البعث 20-11-2012